الأحد، ١١ فبراير ٢٠٠٧

ذكاء سياسى أم غشومية

لعبة القط والفار التى تمارسها الحكومة مع الأخوان هى لعبة مثيرة للأهتمام فحسنى مبارك منذ بداية حكمه وهو يحرص على تحجيم الأخوان ووضعهم فى موقف دفاعى مستمر دون أن تبلغ درجة تصعيده ضدهم الرغبة فى القضاء عليهم بالكامل(هذا بفرض أنه يستطيع)او الموجهات الدموية العنيفه
قبل الأنتخابات النيابية الأخيرة تذايدت الضغوط الأمريكية على الحكام العرب رافعة راية الدينقراطية والحرية فأمريكا لم تكن تبلى بلاء حستا فى المستنقع العراقى وهى فى أشد الحاجة لأن تظهر بمظهر رسول الحرية والديمقراطية فى الشرق الأوسط ويجب أن يكون أتباع الماضى هم أول المستمعيين والمنفذين لتعليمات حاكم البيت الأبيض
وأصبح رئيسنا الهمام محصورا بين مطرقة الداخل وسندان الخارج الأمريكى التى توافقت مطالبهم دون تنسيق أو تعمد
ويحكى فى هذا السياق على عهدة الراوى أن شمرشجية النظام تفتقت أذهانهم على فكرة شريرة وأبتسامة صفراء
وأعلنوا أنه يجب تحضير البعبع حتى تخاف أمريكا وتلمها معانا والبعبع فى هذه الحالة كان التيار الأسلامى ممثلا فى الأخوان المسلميين ومقدار الشبه بينه وبين حركة حماس التى لا تطيقها أمريكا أو تحب سيرتها كبير
وهنا سمحت الحكومة ببعض الحرية فى التصويت ورفعت أيديها عن بعض مرشحى الأخوان وتركت لهم الفرصة للدعاية تحت أسم الأخوان وبشعارهم المعهود الأسلام هو الحل
وفى المرحلتين الأولى والثانية فاز 88 من مرشحى الأخوان وهنا بدأ الحزب الوطنى يشعر بالقلق فتم تقفيل لجان المرحلة الثالثة لصالح مرشحى الوطنى فلم يفز أى من مرشحى الأخوان وأكتفوا بال 20% من مقاعد المجلس
وهنا بدأ النصف الثانى من السناريوفقد تعاظم تأثير البعبع الأخوانى فى أعين الأمريكان وصاح مبارك شفتم أيه أخرة الديمقراطية مع تلك الشعوب .....أما الأخوان وأما حماس أو الحركات الأسلامية فى الجزائر والأردن ومش بعيد بعد كده ينتخبوا أسامة بن لادن فى السعودية
أنا مش قلت لك يا أبنى يا بوش أن اللعب بالديمقراطية دى خطر وأن الناس دى ما تجيش الا بالسحل
وهنا تراجعت الضغوط الأمريكية وبدأ التمهيد مرة أخرى لسناريو التوريث من أجل عيون سى جمال
المرحلة الأخيرة من الفيلم الهابط كان صبر الحكومة حتى وقع الأخوان بغباء شديد فى غلطة عروض الأزهر القتالية وهنا أكتمل السيناريو بأنتهاء دور الأخوان فى نظر الحكومة
وتعتقد الحكومة أن اللى حضر العفريت لازم يكون يعرف يصرفه وترى نفسها جديرة بأن تصرفه أو تحجمه
بينما يعتقد البعض الأخر أن النظام فى مصر هو أقل ذكاءا أو أكثر غبائا من أن يضع تلك الخطة الماهرة وأن الأمر لم يتعدى أن الحكومة والحزب فوجئوا بأن عدد الخوان فى مجلس الشعب وصل الى 88 بينما كان توقعاتهم الا يذيدوا عن 20 فردا وهنا
ركب الحكومة والحزب والنظام 100 عفريت وقررت بلا مقدمات أن الأخوان هم خطر الأخطار على الأمن القومى والشعبى والخاص والعام وكل أمن يمكن تصوره فبدأت تصرفاتها القمعية بلا تراجع أو أستسلام بغية أن تعيد الأخوان الى المربع صفر
فهل هى ذكاء سياسى أم كما تعودنا غشومية سياسيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟