الخميس، ٢٥ مارس ٢٠١٠

- سلامة مرارتك - أحمد فؤاد نجم -

سلامة مرارتك يا ريس

*للشاعر: أحمد فؤاد نجم


بمناسبة خضوع الرئيس لعملية استئصال المرارة


سلامة مرارتك

يا فاقع مرارة مرات الفقير
فلا جوزها جايب
ولا الفقر تايب
ولا حتي سايب

مَيَّة في قُلة
ولا كوز في زير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك

مرارة العُـزاز
وإيه يعني إحنا

ما نِوْلع بجاز
إنتَ الحقيقة وإحنا المجاز
تفضلْ وييجي بدالنا البديل
شوية خباثة
وعوامل وراثة
نصبح بهايم ... ونصبح بديل
فتقدر ساعتها تنام مَلو عينك

ويعلى الشخير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك
سلامة المرارة
يا واقع علينا بسعر الخسارة
فلا فيه صناعة
ولا فيه تجارة
ولا فيه مدير
ولا فيه إدارة
ولا فيه وزارة تسيب الوزير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك
فداها المواطن
أبو قلب راطن كلام الهموم
فلا نفس راضية
ولا جتة فاضية
بلاوي وسموم
ولا علاج مداوي
مفيش غير حكاوي
بتاخد بإيدنا لآخر المصير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك
وألفين سلامة
يا سايب في كل المنازل علامة
مجاعة ... أنين ... كآبة ... ندامة
جهل وبطالة وعوالة وعيا
وفنون رخيصة وقِلِّة حيا
وهموم بتكتر ... وهموم تزيد
إنت في زيادة همومنا خبير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك يا ابو القد فارع
يا مالي عنينا بزبالة الشوارع
أمال بندفع ضرايب لمين
شمالك بتاخد ...
وواخدة اليمين
شكلك بتحلف علينا اليمين
ما تجعل في جيبنا قليل أو كتير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك
دي واخدة الحصانة
بنشقى وتاكل علينا شقانا
لا خلِّيت أمامنا ولا فيه ورانا
ضرايب ... عوايد ... فاتورة ... رسوم
ننام بالفاتورة
وبيها نقوم
على البصَّة ندفع فاتورة لعِنينا
ولو نعمى ندفع فاتورة ضرير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك يا صاحب الهمم
بخطبة بنطلع لأعلى قمم
وننزل على جدورنا بين الرمم
على الوهم ياما وياما بنينا
أوامر تجيبنا
أوامر تجينا
على خطوة واحدة في محلك نسير

سلامة مرارتك

سلامة مرارتك
إحنا فداها
تفرقع مرارتك
نفرقع وراها
حالنا بدونك عمره ما ماشي
إحنا بدونك شوية مواشي
من غير راعيها ... ومن غير كبير

سباسة مصرية جدا

سياسة البيض المسروق

يُحكى أن أحد ملوك القرون الوسطى كان يحكم شعبا حرا كريما، وكان هذا الشعب رغم طيبته وبساطته وعلاقاته الطيبة لا يسكت على باطل أبدا، ولا يدع الملك أو أي وزير من وزرائه يظلمون أحدا منهم، فإذا ظُلم أحدهم وقفوا وقفة رجل واحد حتى يُرد الظلم عن أخيهم


أخذ الملك في حيرته يسأل وزراءه عن الحل.. وكيف له أن يحكم هذا البلد كما يريد، فخرج من وزرائه رجل داهية فأشار عليه باتباع سياسة يسميها سياسة البيض المسروق

ما تلك السياسة؟




نادى في الناس أن الملك يريد من كل رب أسرة خمس بيضات من أي نوع.. فقام الناس بجمع البيض والذهاب به إلى قصر الحاكم.. وبعد يومين نادى المنادي أن يذهب كل رجل لأخذ ما أعطاه من البيض.. فاستجاب الناس وذهب كل منهم لأخذ ما أعطاه... وهنا وقف الوزير والملك وحاشيتهم وهم يتابعون الناس أثناء أخذ البيض.. ترى ما الذي وجدوه؟
وجدوا كل واحد تمتد يده ليأخذ البيضة الكبيرة!! والتي ربما لم يأتِ بها

هنا وقف الوزير ليعلن للملك أنه الآن فقط يستطيع أن يفعل بهم ما أراد.. فقد أخذ الكثير منهم حاجة أخيه وأكل حراما، ونظر كل منهم لما في يد الآخر فلن يتجمعوا بعدها أبدا




لا عجب في ذلك فقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لِمن كان مأكله حرام وملبسه حرام ومشربه حرام ويدعو الله فأنّى يستجاب له

من هنا لجأت بعض الحكومات لانتهاج نفس السياسة، تجويع الناس ليقوموا باللجوء إلى المال الحرام ولو في أبسط صوره، وجعلها طبقات فينشأ الحقد والحسد بين الناس وهو ما يجعلهم يستطيعون حكم شعوبهم




وعندما مر الزمن وقامت فئة واعية تبصر ما فعله الملك بشعبه أخذوا يثورون ويطالبون بحق الشعب في الحياة الطيبة، فلجأ الملك للوزير الذي أشار عليه بسياسة جدول الضرب

فما هذه السياسة؟




أن يستخدم الملك العمليات الحسابية: الجمع والطرح والضرب والقسمة.. في تعامله مع هذه الفئة التي تطالب بحقوقها وحقوق الوطن...كيف؟ أولا يبدأ بعملية الجمع.. فيجمع ما استطاع منهم حوله بأن يتقلدوا المناصب ويأخذوا الأموال والأوسمة فينسوا القضية بعد أن يكسرالملك عيونهم بفضله عليهم


أما الفئة التي تظل على موقفها وبالضرورة هم قلة فيلجأ الملك للطرح.. فيطرحهم أرضا بتلفيق القضايا واستخدام نقطة الضعف في كل واحد منهم وبذلك يتواروا عن الأنظار إما خجلا أو خلف غياهب السجون، شرط أن تكون كل القضايا بعيدة عن خلافهم مع الملك.. أي يكون التدبير محكما ونظيفا

أما من تبقى وهم قلة القلة فإذا خرجوا يهتفون وينددون فالرأي أن يلجأ للعلامة الثالثة منالعلامات الحسابية وهي الضرب.. فضربُهم وسحلُهم والتنكيلُ بهم في الطرقات سوف يخيفالباقين من تكرارها




هنا تساءل الملك: ترى ما الذي سيكون عليه حال الشعب؟ فضحك الوزير قائلا يا سيدي لم يتبقَ للشعب في معادلتنا سوى علامة واحدة هي القسمة

قال الملك وماذا تعني؟ فأجاب الوزير أعنى أنه لن يكون أمامهم سوى أن يخضعوا ويفلسفوا عجزهم بقولهم: قسمتنا كده؟ ربنا على الظالم؟ يعني على جلالتك!! وده أمر مؤجل ليوم القيامة
وهنا ضحك الملك وضحك الوزير ومازالت أصداء ضحكاتهم تملأ الآفاق ح تى يقف أي شعب

منقول عن استاذنا الكبير

البروفيسور أحمد شلبي

.