الاثنين، ١٤ مايو ٢٠٠٧

رأيت الله

رأيت الله

يقول علماء الصوفية وشيوخها أنهم أن أنقطعت بهم أسباب الدنيا الى حاجة ما اطمئنوا الى أنفراج الكرب
وهم يعنون أنه أن فقدت الأمل قى الأسباب الدنيوية وأنقطعت بك الأسباب فلم يعد لك فى الأمر كله الا مسبب الأسياب ...أتجهت.لرب العالمين
وأن كنا غصبا عنا أو بضعف منا دائما ما نفكر فى أسباب الدنيا ففلان من الممكن أن يتوسط لنا فى تلك الوظيفة وعلان بيده هذه الترقيه والأخر هو من بيده القرار الذى سيؤثر فى مصيرالأسرة وهكذا ترمى بنا أسباب الدنيا بعيدا عن الذى بيده كل الأسباب فنستسهل السعى فى دروب الدنيا على مشاقه ( وهو بالطبع مطلوب وواجب) عن رفع اليد بالدعاء لنطلب الأمر من من بيده الأمر
ولكن ما مناسبة هذا الكلام ولما أقوله الأن ؟
مبدئيا هذا الكلام لا وقت له ولا أوان محدد لقوله هو دائما صالح لكل وقت ولكنى بالفعل أشعر بمدى عظمته الأن فمنذ فتره وبعد أن تم بيع شركة الأدوية السويسرية التى أعمل بها فى خضم شره الأندماجات والبيع والشراء الذى أجتاح شركات الأدوية متعددة الجنسيات وأنا أعرف أن الأمر سينتهى الى أغلاق مكتب مصر الى الأبد فلا يصلح أدارتان لشركه واحده
ورغم أن الأمر لم يحسم بعد الا انى فعلت كل ما على للبحث عن فرصة أخرى فى أى من الشركات الكبرى العاملة فى مصر أو أحدى دول المنطقة
وبعد العديد من المقابلات والعروض والمحاولات التى لم تسفر عن حصولى على فرصة فى الموقع الذى يرضى طموحاتى ومع أقتراب تصفية المكتب نهائيا كما نتوقع
جلست فى بيتى بعد صلاة المغرب أتأمل فى كل مايجرى وما يحدث وقد كان كل هذا ليس على البال ولا على الخاطر كما يقولون
وتأملت فى كل محاولتى التى منيت بالفشل والأشخاص الذين حاولوا مساعدتى فلم يتمكنوا
ثم تذكرت الله وكيف ان دعواتى له دعوات خجولة مضطربة وكأنى أفعلها أداء لواجب ما أو لتخليص ذمة وحسب وكأنى أعول بكل قوتى على على أسباب الدنيا
فقمت وأنا أشعر بالخجل من ربى وتوضأت وصليت ورفعت يدى بالدعاء فأطلت وتسربت بعض الدموع الى عينى وكأنها تغسل ما بداخلى من هموم وأنهيت الدعاء وأنا أشعر براحه غريبة
فسرتها بأنى ألقيت همومى على رب العالمين فارتاح قلبى
ولم يمر خمسة دقائق على انهاء صلاتى حتى رن الموبيل حاملا أسما لشخص بعيد لم أتوقع أتصاله من خلف الحدود حاملا لى عرضا رائعا لم أتوقعه
ربما كان هذا الشخص قد خطط للأتصال بى قبل دعائى وربما منذ أيام قبل أن أفكر باللجوء لرب العالمين بهذه الطريقة
ولكنى أؤمن بكل قوة الأن أنه لم ينقذنى مما أنا فيه الا ربى وأنه عندما أنقطعت أسباب الدنيا ولجئت له لم يمهلنى كثيرا ومد يده لى
الأهم هو الى كم من الوقت يظل هذا الشعور بداخلى دون أن تعيدنى الدنيا بمشاغلها وصراعاتها وقسوتها الى التعلق بأسبابها مرة أخر ى دون التفكير فى مسبب الأسباب