الجمعة، ٢٤ نوفمبر ٢٠٠٦

الأخوان المسلمين

ألتقيت خلال تجربتى القصيرة فى الحياة بالعديد من الأخوان المسلمين وخصوصا فى مرحلة الجامعة أعجبيت ببعضهم ولم أعجب بالأخر وكان هذا أمرا طبيعيا ...أغلب صغار الأخوان تتملكهم الحماسة والأخلاص لقضيتهم وهذا ما ينقص الكثيرون من التنظيمات الساسية لكن ما نفرننى قليلا من الأندماج معهم هو أن طبيعة التنظيم وطريقة التعامل فيه أقرب الى التنظيمات السرية وأنا بطبيعتى لا أميل إليها وأن كنت لا ألومهم كثيرا على ذلك فحظر التنظيم منذ الخمسينيات رسميا ومطاردة الأمن الدائم لهم قد يكون أجبرهم على هذا
الأخوان تنظيم نشأ فى العشرينات من القرن العشرين على يد حسن البنا وهو والحق يقال شخصية رائعة فى تاريخنا رغم بعض عيوبها وأستمرت الجماعة كجماعة دعوية لها نشاطها وتأثيرها الرامى الى تربية الأمة تربية أسلامية لتقيم شرع الله وتحيا حسب المفهوم الأسلامى للحياة الى أن بدئت تصطدم بالسلطة فى الأربعنيات وقامت العديد من السجالات الكلامية بين الأخوان ومعارضيهم من الأحزاب أو الوزراء وحتى القصر وكانت هذه بداية إنشاء ماعرف بالتنظيم الخاص للأخوان والذى بدأ فى سلسلة من الأغتيالات لمعارضى الأخوان الذين زادت عدواتهم ومعارضتهم لجماعة الأخوان المسلمين
ويقال أن الشيخ حسن البنا لم يكن يعلم بمعظم هذه الأغتيالات ولم يوافق عليها والى الأن لم يتبرأ الأخوان من هذه المرحلة الدموية من تاريخهم
ومنذ ذاك الحين بدأ أضطهادات متسلسلة للأخوان عن طريق جميع الحكومات قبل وبعد الثورة وأستوصى بهم زبانية جمال عبد الناصر أيما توصية
ولم يعتدل الحال إلى أن أضطر السادات للأستعانه بهم لضرب تيار اليسار فى الجامعات حتى وصلنا للمرحلة الحالية التى تبدو كلعبة القط والفأر بين الحكومة والأخوان
حقيقة أن شعار الأسلام هو الحل قد يبدو براقا وجميلا فكل مسلم يوقن من داخله أن الأسلام والتمسك به هو مفتاح تقدم تلك الأمة ولكن ما يجب أن يجيب عليه الأخوان هو أى أسلام يعنون وأى حل يرمون إليه فالسياسات والبرامج التى ينون فعلها يجب أن تكون واضحة تماما دون ألتباس
انا مع قيام حزب مدنى لللأخوان المسمين وليس حزبا دنيا
وأوافق أن يكون لهذا الحزب مرجعية دينية كأى حزب يستند لمرجعية ما يسارية كحزب التجمع أو لبرالية كحزب الوفد والغد أو مرجعية مهلبيه كالحزب الوطنى
على أن يكون هذا فى أطار تفعيل باقى الأحزاب والحياة الساسية فى مصر بشكل يمنح الجميع فرص متساوية فى الشارع المصرى
وعلى الأخوان أن يراجعوا تراث الماضى ويتبرؤا من حقبة القتل ويعتزروا عنها وعليهم أن يجددوا أنفسهم فبقاء المرشد العام لهم مدى الحياة أمر يثير الريبة فى طبيعة فهمهم للديمقراطية وموقفهم من المرأة والأقباط يجب أن يكون أكثر وضوحا ومفهوما للجميع
ويجب أن يفتحوا الطريق لجيل الوسط من الأخوان كالدكتور عصام العريان والدكتور أبو الفتوح فهم أقدر على قيادة الأخوان من جيل العواجيز الذى تربى على أيدى التنظيم الخاص
يكفى أن تسمع تصريحات المرشد العام لكى تشعر بكارثة السياسيين غير المسئولين فى عالمنا العربى
أنى أحترم فكر الأخوان الى حد بعيد رغم أعتراضى على بعض أفكارهم وربما لن أكون أحد أعضاء الجماعة فى يوم من الأيام لكنى أعتقد فى وجوب أن تمنح فرصة للتعبير عن نفسها بعيد عن أضطهاد الأمن وقسوته وأن تمنح فرصة لمراجعة نفسها كأى تنظيم سياسى لتصحح أخطائها وتسير فى طريقها
وعندها أن أختارهم الشعب فلا بد أن نسلم جميعا بالأرادة المصرية الحرة ونعترف بقوة تنظيم الأخوان ومكانته فى الشارع

هناك ٦ تعليقات:

raspoutine يقول...

انا معجب بفكر الاخوان فى بعض النقاط التى تهتم ببناء ببناء الانسان المصرى وهى
تأكيد احترام ثوابت الأمة المتمثلة في الإيمان بالله وكتبه ورسله وشرعه

تربية النشء نظريا وعمليا على مبادئ الإيمان والأخلاق الفاضلة.

إطلاق حرية الدعوة لشرح مبادئ الإسلام وطبيعته وخصائصه وأهمها شموله لتنظيم كل جوانب الحياة.

حث الناس على الالتزام بالعبادات والتمسك بالأخلاق الفاضلة والمعاملات الكريمة بكل الوسائل.

تنقية أجهزة الإعلام من كل ما يتعارض مع أحكام الإسلام ومقتضيات الخلق القويم.

Amany يقول...

انا ماليش اوى فى السياسةلكن انا اول مرة اعرف بدايات الاخوان
بس ان ليا وجهة نظر الله اعلم صح ولا لا:
اولا:انا مقتنعة ان مش من حق حد يقول حلال وحرام لان ده علاقة العبد بربه
لكن المشكلة ان بعض التفرعات منهم بدى الحق لنفسها فى ده انا مش بقول كلهم لكن جزء منهم.
ثانيا:انا مقتنعة ان مش فى اسطاعات اى حد يقر الشرع ويقر القوانين
انا رائى ان ده محتاج ناس متخصصة بغض النظر عن وضعنا الحالى
بس كمان ما يكونش الناس اللى المفروض تكون بتحاول الاصلاح على نفس الوتيرة
معلش طولت عليك

غير معرف يقول...

انا معاك يبو حميد
مشكلتنا مع الاخوان أنهم لم يأخذوا الفرصة الحقيقة ولم يكونوا موضع امتحان حقيقي حتى نتهمهم بالفشل أو النجاح
وأي حكم عليهم الآن سواء إيجابي أو سلبي هو حكم خاطئ والمشكلة أنهم كالشبح في الحجرة المظلمة لا تستطيع الحكم عليه لأنك لم تراه حقيقة
فقد يكون كبير وقد لا يكون

تحياتي

Nadine Alfred يقول...

وجع دماغ
اول مرة أشوف مدونتك

و بصراحة موضوع الإخوان اكثر من رائع
و تناولته بحيادية شديدة
و لميت جوانب كل الموضوع

عن نفسى انا لست ضد الإخوان
لكن زى ما قلت
يجب أن يوضحوا موقفهم أكثر فى بعض النقاط الشائكة
و افتكر انهم لو ازالوا الشبهات عنهم هيكسبوا تأييد جماهيرى كبير
بإعتبارهم أكبر قوى سياسية معارضة موجودة الآن

فعلا أشكرك على هذا الموضوع المتميز

و ياريت دايما تكتب بهذا الأسلوب البسيط الوافى

سلام

وجع دماغ يقول...

نادين
شكرا على الزيارة والتعليق
أوعدك بردها قريبا

حائر فى دنيا الله
تعليقك مثير للأهتمام
فعلا كيف لنا الحكم على شبح
الحجم الحقيقى للأخوان لا يمكن تقديره إلا فى مناخ ديمقراطى سليم
على العموم لن يقلوا عن 20% 9


أمانى
رأيك سليم
بس الحلال بين والحرام بين
وكل أنسان يقدر يفهمه
بس ده مش معناه أننا نحلل الحرام أو نحرم الحلال


راسبوتين

دعنا نتفق على أن كل القيم التى تدعوا لها الأخوان سليمة تماما
ولو كان هذا كل هدفهم لكنت أنضممت لهم اليوم
لكن الحكم على ذلك صعب جدا فى ظل الظروف الحالية
دعنا ننتظر ونرى

doddosh يقول...

وجع دماغ
كنت اكثر من رائع
ف اتخاذك للموضوع بحيادية
انا نفسي مش عارفه اكون معاهم ولا ضدهم
بس برضه ف جميع الأحيان مش هكون واحدة منهم
انا ازهرية
والأخوان عندنا بالهبل
مبيعجبونيش ف حاجات كتير
أولها مثلا
لما بيحبوا يتظاهروا او يعملوا حفلة مكبرات الصوت
بتكون فظيعة
بيكونوا لازقين ف كلية علوم
وانا بينى وبينهم مبنى وشارع ومبعرفشي اسمع منهم المحاضرة
طب هو برضه مش الدين حثنا على العلم
هما بائه بيعوقوا العملية التعليمية
وف نفس الوقت بكره
تعنت الأمن معاهم
ونبذهم ف الجامعة
لمجرد انهم طالبات أخوان مسلمين
ليه متكونش الحرية ف كل حاجه
وانهم يعبروا عن انفسهم ف العلن بدل اسلوب الخبث ده والسرية والحركات دى
ليه متكونش كل حاجه ف النور
بس مش بمكبرات صوت ف الجامعة
زى ميكون الأمن هو اللى بيربي فيهم
ازاى يكونوا خبثا
علشان يتكرهوا
وعلى فكرة اوعى يغروكوا لحية او نقاب
لأنى بأمانة مرارتى بتتفقع منهم
لما يكونوا مجرد ستار
بس ارجوا ان لا أكون اطلت عليكم
بس أزهرية بائه
والواحد اتعلم لاشعوريا انه يقف ويخطب
ويطول وحركات
سامحونى